يترقّب لبنان والعالم في السابع والعشرين والثامن والعشرين من هذا الشهر كسوفاً مزدوجًا للشمس سيلقي بظلاله على بلدان أميركا الشمالية والجنوبية، أوروبا، بعض الدول الأفريقية، والآسيوية ومنها لبنان. طبعاً لن يكون وقع هذا الكسوف على جميع الدول بالتوازي فهو سيكون مؤثراً ومرئياً في بعض منها بشكل أكبر من بعضها الاخر.
تعتبر الشمس جزءًا أساسيًّا للحياة على كوكب الأرض، فلولاها والمسافة الدقيقة بينها وبين كوكبنا لربّما كانت الحياة تأخذ اشكالاً لا نعرفها كما نعيشها اليوم، ولما كانت ممكنة لأي نوع من أنواع الكائنات. وكسوف الشمس يحدث عندما تصبح الأرض والقمر والشمس على إستقامة واحدة تقريبا ويكون القمر في المنتصف. هذا ما يشرحه الباحث العلمي أنطوان طنوس عبر "النشرة"، لافتاً الى أن "الكسوف الجزئي للشمس سيحدث ما بين الساعة 3:15 و6:25 من مساء 27 و28 أيلول في المناطق المذكورة سابقا".
كسوف مزدوج
هذه الظاهرة التي سيشهدها لبنان طبيعية في حياة الشمس وهي تحصل للمرة السادسة منذ أوائل القرن الماضي وحتى اليوم(1)ويؤكّد طنّوس أن "مدّة مشاهدة الكسوف لن تمتد لأكثر من ساعة واثنتي عشر دقيقة في لبنان"، مشيراً الى أن "أكثر البلدات التي سيستطيع أهلها مشاهدة هذه الظاهرة هي في بيروت وزحلة".
حشريّة ومراقبة
هذا الكسوف المنتظر، يتضمّن أنواعاً من الأشعة تشكل خطراً على عين الإنسان. وحول هذا الموضوع يشرح الأخصائي في طب العيون ايلي الحاج عبر "النشرة" أن "الاشعة الضوئية، الاشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية التي تصدر من الشمس أثناء الكسوف تتسبب بأذية شبكة العين وبحروق فيها فيما لو تمّ النظر الى الكسوف بشكل مباشر وطويل".
يشدّد الحاج على "ضرورة وضع النظارات الواقعية من أشعة الشمس من أجل حماية العين من الإشعاعات التي تصدر في أوقات الكسوف والتي تسبب ضرراً كبيراً في الشبكة قد يؤدي في بعض الأحيان الى إصابة الأشخاص بالعمى". في هذا السياق يرى طنوس أن "ما سيجري في 27 و 28 أيلول لا يعدّ حدثاً فلكياً رغم ندرة حدوثه وهو لن يترافق مع تغييرات مناخية طبيعية مؤثرة في البلدان التي سيحدث فيها الكسوف".
لا يعدّ الكسوف الجزئي الذي سيشهده لبنان في 27 و28 أيلول ظاهرة خطيرة إذاً، بل هو حدث فلكي عادي يتكرّر انما بشكل متباعد بالزمن نسبيًّا، ما يدفع الباحثين والعلماء للتفتيش أكثر عن خفايا الكون وظواهره.
تقرير باسكال أبو نادر
(1)حصلت هذه الظاهرة الفلكيّة 5 مرّات خلال أعوام 1910، 1928، 1946، 1964، 1982، وستتكرّر في 26 و27 الجاري للمرّة السادسة على أن يحصل التعامد بين الشمس والقمر والأرض مرة جديدة بنفس الطريقة المزدوجة بعد قرابة 18 عامًا أي في سنة 2033.